خانات دمشق في العصر الأموي والعباسي والفاطمي والزنكي
دمشق ثاني أقدم مدينة مأهولة في العالم بعد حلب، تعد مركزاً حضارياً وثقافياً مهماً عبر التاريخ. من بين العديد من المعالم التاريخية التي تحتضنها المدينة، تبرز الخانات كرموز تعكس التغيرات المعمارية والاجتماعية والاقتصادية على مر العصور. تأسست هذه الخانات في مختلف الفترات التاريخية بدءاً من العصر الأموي وصولاً إلى العصر العثماني؛ لتكون نقاط التقاء للتجار والمسافرين، ومراكز للنشاط الاقتصادي والثقافي.
في هذا المقال، سنتناول أهم الخانات التي بنيت في دمشق عبر العصور المختلفة، مستعرضين قصصها وأهميتها التاريخية. سنبدأ باستعراض الخانات التي أنشئت في العصر الأموي، ثم ننتقل إلى خانات العصر العباسي والفاطمي، وصولاً إلى خانات العصر الزنكي، حيث نلقي الضوء على كيفية تطور دور هذه المنشآت وأثرها في الحياة الدمشقية.
وسنكتفي بهذه العصور فقط لحتى نفرد مقالات أخرى لبقية العصور مثل خانات الصعر الأيوبي والمملوكي والعثماني.
خانات دمشق في العصر الأموي
بني في العصر الأموي عدد من الخانات هي:
1 –دار الضيافة: أموية العصر، ويعود تاريخ بنائها لعام 123 هـ / 720 م، وذكر هذه الدار لطفي فؤاد لطفي، وعدها أقدم خان في دمشق، وأنها بنيت سنة 123 هـ / 720 م.
2 –خان هشام بن عبد الملك: بنى هذا الخان الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عام 109 هـ / 728 م، على مقربة من قصر الحير الغربي بالقرب من مدينة تدمر في أواسط سورية، وقد نقش على ساكف بوابته كتابة تذكر اسم المعماري ثابت بن أبي ثابت والتاريخ 109 هـ، وقد حُفِظَتْ في المتحف الوطني بدمشق.
خانات دمشق في العصر العباسي
خان أماجور: وهو من خانات دمشق القديمة، بني سنة 262 هـ / 878م.
خانات دمشق في العصر الفاطمي
1 –القيسارية الفخرية: ذكر هذه القيسارية ابن عساكر وأنها تقع عند حمام القلانسيين شرق كنيسة بولس، وأنها بنيت في العصر الفاطمي عام 434 هـ /1042 م.
2 –قيسارية البز: من قيساريات دمشق في العصر الفاطمي.
خانات دمشق في العصر الزنكي
شيدت مجموعة من الخانات والقيساريات في العصر الزنكي، وهي:
1 –دار أبي الخلاس الصغير: يقع في زقاق أبي الخلاس موضع الفندق التي سكنها أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
2 –فندق الفارقي: يقع هذا الخان عند مقبرة الباب الصغير، وفيه مسجد بناه أبو طاهر بن عفيف الفارقي.
3 –فندق ابن العنازة: يقع هذا الخان قرب قبر أويس القرني، وبقربه مسجد بنته امرأة.
4 –فندق البيع: يقع في درب فندق البيع.
5 –فندي بني عبد المطلب: يقع هذا الخان عند سوق الدواب، وكان عامراً آهلاً.
6 –فندق ابن موسى: وهي الدار التي في سوق القمح عند أصحاب الكف، وتعرف بفندق ابن موسى وفندق ابن حية، قامت مقامه دار فضال.
7 –فندق الجمحي: مع حمام الجمحي مع دار (شبل) كلها كانت دار الصحابي جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.
8 –فندق ابن حية: قامت مقامه دار فضالة بن عبيد.
فندق الراهب، قيسارية العقيقي، قيسارية القصاع، فندق الزيت.
خاتمة
تشهد خانات دمشق عبر العصور على عظمة التاريخ والحضارة التي احتضنتها هذه المدينة العريقة. من العصر الأموي إلى العصر الزنكي، لعبت هذه المنشآت دوراً حيوياً في حياة المجتمع الدمشقي، حيث كانت مراكز للنشاط التجاري، ومعابر للتواصل الثقافي والاجتماعي بين سكان المدينة والزوار.
إن استعراضنا لخانات دمشق يسلط الضوء على أهمية هذه البنى التحتية في تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة. هذه الخانات لم تكن مجرد أماكن لإيواء التجار والمسافرين، بل كانت أيضاً مراكز حيوية للنشاطات التجارية والثقافية، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ دمشق الغني.
مع مرور الزمن، استمرت هذه الخانات في ترك بصمة واضحة في ذاكرة المدينة، لتبقى شاهدة على تلاحم الماضي والحاضر. إن دراسة تاريخ هذه الخانات يعطينا فهماً أعمق لكيفية تشكل الحياة المدنية في دمشق، ويذكرنا بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري الذي يروي قصص الأجيال الماضية.