النظم الزراعية الموجودة في سوريا
يتم استخدام القسم الأكبر من دراسات النظم الزراعية المنفذة في سورية ضمن إطار التداخل بين البحوث والإرشاد، كما هو الحال في نتائج أبحاث إيكاردا. ويشابه التركيز الجغرافي الذي تنطوي عليه هذه الدراسة ما تمثله الدراسات الأخرى التي نفذها (Ruthenberg) و (Dixon). وفي دراسة أجريت مؤخراً بين الفاو والبنك الدولي حول النظم الزراعية مُيِّزَتْ خمسة نظم زراعية رئيسة في سورية بناء على البيانات الثانوية والتطبيق المكثف لنظم المعلومات الجغرافية ورأي الخبراء. ويعتمد الوصف الموجز لتلك النظم بشكل كبير على دراسة النظم الزراعية والفقر (2001 Dixon, Gulliver et al) والتي أُعِيد ترتيبها على مرحلتين. وتضم النظم الرئيسة حسب دراسة (Dixon) ما يلي:
- النظام الزراعي المروي.
- النظام الزراعي الجاف المختلط.
- النظام الزراعي البعلي المختلط.
- النظام الزراعي الرعوي.
- النظام الرعوي القاحل.
وقد حُدِّدَ نظام زراعي إضافي في الدراسة المذكورة أعلاه وهو النظام الزراعي المدني أو القريب من المدن، والذي لا يظهر على الخرائط. ومع ذلك فإن هذه النظم هامة في بعض الدول من اجل تأمين المواد الغذائية للمدن، وخاصة الخضار والفواكه. وفي سورية يظهر التكثيف الزراعي الكبير في محيط المدن والمناطق الريفية من دمشق وحلب.
الخصائص المميزة للنظم الزراعية في سورية
من الخصائص المميزة للنظم الزراعية في سورية ما يلي:
1 –النظم الزراعية المعتمدة على الري: وهي النظم الهامة تقليدياً؛ حيث تسمح المياه المتوفرة بشكل دائم بإنشاء شبكات الري بتكاليف معقولة. وبهدف تغطية حاجة السكان المتزايدة فقد قامت الدولة في سورية بتوسيع المساحات المروية بشكل كبير خلال العقود الماضية؛ مما أدى إلى زيادة أهمية هذا النظام في تغطية الاحتياجات الغذائية. ومع ذلك ونظراً للمتطلبات الاستثمارية الكبيرة لهذه الشبكات والتي لا تنعكس عادة على تكاليف الإنتاج على مستوى المزرعة؛ فإن بناء وصيانة هذه الشبكات يعتمد إلى حد كبير على دعم السياسات.
كما أن كفاءة استخدام المياه وسياسات التسعير الزراعي تشكل مصدر اهتمام كبير للدعم في هذه النظم الزراعي. أما النقطة الأخرى التي تشكل مصدر اهتمام بالنظم الزراعية المروية؛ فهو قدرتها على تشغيل اليد العاملة غير الماهرة. وعادة ما يكون توزيع الأراضي في مناطق الشبكات الجديدة بشكل متساوٍ بين المزارعين ولكنه يصبح أكثر تنوعاً حسب توفر المصادر لدى كل أسرة من الأسر.
بالإضافة إلى ذلك يتم الري خارج المناطق القابلة للتمثيل على الخرائط بناء على توفر الآبار والينابيع ضمن منطق النظم الزراعية الأخرى. ولا يمكن تمثيل هذه النظم الصغيرة على شكل وحدات على الخرائط، ولكنها تشكل المواقع التي طور فيها المزارعون إمكانيات الري (على شكل تقليد قديم) التي تساهم في مصادر العيش. يشكل عدم توفر الحيازة أو صغر الحيازة الذي يترافق مع الاعتماد الكبير على العمل خارج المزرعة مكونات مهمة في هذا النظام.
2 –النظام الزراعي البعلي المختلط: تتميز هذه النظم في الشرق الأوسط بكثافات سكانية مرتفعة وأهمية كبيرة لمحاصيل الأشجار والعنب، وكذلك بتربية الأبقار. وقد أدت زيادة عدد الآبار إلى زيادة أهمية الري التكميلي للقمح الشتوي والمحاصيل النقدية الصيفية المروية. وتشكل الهجرة الموسمية لأغنام الرعي على بقايا القمح والشعير والحمص والعدس وكذلك المحاصيل العلفية أمراً شائعاً. وسوف يتطلب حجم المَزارع الصغيرة والنظم ذات التنوع الكبير اهتماماً كبيراً ضمن منطقة النظم الزراعية هذه.
3 –النظم الزراعية الجافة المختلطة: وتحتل المرتبة الثانية في سورية، وهي تقع على الخط المطري 150 – 300 ملم. وتعتمد على نظم الحبوب السبات حيث يشكل القمح والشعير المحصولين الأهم اعتماداً على الموقع ضمن منطقة الهطول المطري. إن معدل الهطول المطري مرتفع ويشكل إنتاج الأعلاف في حالات فشل المحصول مصدر اهتمام كبير للمزارعين. ويتوجب استكشاف الجيوب الصغيرة التي تُزْرَعُ بالمحاصيل ذات القيمة المرتفعة ولكن المزارعين غالباً ما يواجهون صعوبات تسويقية في ذلك. ويتعرض المزارعون الصغار في هذا النظام الزراعي لخطر الأمن الغذائي؛ حيث إن فرص العمل خارج المزرعة محدودة.
4 –النظام الزراعي الرعوي: وهو النظام الذي يعتمد بشكل كبير على الأغنام والماعز بينما تلعب الجِمال والأبقار دوراً محدوداً في هذا النظام. وتقليدياً تحتل أغنام العواس الأهمية الأكبر في القطيع. وتلعب زراعة الحبوب دوراً ثانوياً؛ حيث إنها تخصص لإنتاج الأعلاف ولزراعة الحبوب نظراً لخطورة الإنتاج الكبيرة. وقد أدى تشجيع الدولة للزراعة إلى زيادة المساحات المزروعة في السابق. ومع ذلك فيجب الاهتمام باستجابات المزرعة لتغيرات السياسات التي حدثت مؤخراً في دعم توسع المحاصيل في المناطق شبه الجافة. وتشكل الهجرة الموسمية من المناطق الرعوية إلى المناطق المختلطة سمة مهمة لنظم الزراعة الرعوية التي تستخدم المنتجات الثانوية في النظم المختلطة في الأراضي الجافة والبعلية.
5 –النظم الزراعية القاحلة: وهي ذات أهمية قليلة نسبياً في سورية. وفي الدول الأخرى من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية تتمثل هذه المنطقة باستخدام الأراضي من قبل سكان المناطق الرعوية مع اعتماد كبير على تربية الجمال التي تكملها تربية الأغنام والماعز والزراعة المعتمدة على الواحات كمصدر مكمل للدخل. ويجب تحديد أهمية هذا النظام في سورية.