لماذا سميت الشام بهذا الاسم؟
الشأْمُ بفتح أوله وسكون همزته والشأَم بفتح همزته، وفيها لغة ثالثة وهي الشام بغير همز كذا يزعم اللغويون، وقد جاءت في شعر قديم ممدودة الشآم، وقد تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ والمشهور هو التذكير.
الأقوال في سبب تسمية الشام
تعددت الروايات حول سبب تسمية الشام بهذا الاسم عند اللغويين والجغرافيين؛ فقد ذكر المسعودي في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر: بأنه سمي شاماً لشامات في أرضه بيض وسود، وذلك في التراب والبقاء والحجر وأنواع النبات والأشجار.
وقال بعضهم: سميت الشام؛ لأنها عن شمال الكعبة كما أن اليمن أيمن الأرض، فقالوا: تَشَامَّ الذين نزلوا الشام، وتيمن الذين نزلوا اليمن، كما تقول: أخذت يمنة أي ذات اليمين، وشآمه أي ذات الشمال.
وروى الحافظ ابن عساكر عن هشام بن محمد عن أبيه: كان الذي عقد لهم، يعني ولد نوح عليه السلام، الألوية ببابل لوناطن بن نوح، …ثم ذكر بلدانهم إلى أن قال: ونزل بنو يافث الصفون تجري الشام والصبا، وفيهم الشقرة والحمرة وأخلى الله تعالى أرضهم فاشتد بردها، وأجلى سماءها فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية؛ لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقد وابتلوا بالطاعون … ولحق قوم من بني كنعان بن حام بن نوح عليه السلام بالشام، فسميت الشام حيث تشاءموا إليها، يعني من أرض بابل.
ويذكر ياقوت الحموي سبباً آخر، فيقول: وقرأت في بعض كتب الفرس في قصة سنحاريب أن بني إسرائيل تمزقت بعد موت سليمان عليه السلام، فصار منهم سبطاً ونصف سبط في بيت المقدس فهم سبط داود، وانخزل تسعة أسباط ونصف إلى مدينة يقال لها شامين وبها سميت الشام، وهي بأرض فلسطين وكان بها متجر العرب وميرتهم.
وذكر الشرقي بن القطامي: إنما سمي الشام شاماً بسام بن نوح؛ لأنه أول ما نزله وقطن فيه، فلما سكنت العرب تطيرت من أن تقول سام، فقالت شام.
ويذكر ابن شداد أن أبا الحسين أحمد بن فارس في كتابه اشتقاق أسماء البلدان قال: أما الشام فهو فعل من اليد الشومى وهي اليسرى، يقال: أخذ شآمه أي يساره، وشأمت القوم ذهبت على شمالهم.
قال الشاعر:
وانحنى على شؤمى يديه فرادها * يأظمأ من فرع الذوابة أسحما
ويجوز أن يكون فعلى من الشؤم.
وقوله: إنه جمعُ شامة والشامة العلامة، يقال: شامة وشام مثل حاجة وحاج، والرجل أشأم إذا كان ذا شامة وحقيقة الشامة أن تكون مخالفة للون سائر الجسم. قال الجاحظ: وأطلقت الشامة على النكتة من أي لون كان في أي لون كان أضعافها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما مثلكم والأمم كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير).
وقيل سميت الشام شاماً؛ لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات.
وقيل: الشام بالسريانية الطِّيْبُ، سميت بذلك لطيبها وخصبها.