مال وأعمال

الغاز الطبيعي في سوريا: ثروة محاصرة بين نيران الصراع وتحديات العقوبات

النقاط الرئيسة والتفاصيل

  • يبدو أن سوريا تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، حوالي 8.50 تريليون قدم مكعب حسب تقديرات 2017، ولكن النزاعات أثرت على الإنتاج.
  • يشير البحث إلى أن الإنتاج انخفض بشكل كبير من 8.7 مليار متر مكعب في 2011 إلى 3 مليار متر مكعب بحلول 2024 بسبب الحرب.
  • يبدو من المرجح أن السيطرة على حقول الغاز في شرق سوريا، خاصة من قبل وحدات حماية الشعب (YPG)، تؤثر على الاستقرار والإنتاج.
  • قد تواجه سوريا فرصاً مستقبلية لزيادة الإنتاج والتصدير، لكن التحديات السياسية والعقوبات قد تعيق ذلك.

نظرة عامة

الغاز الطبيعي يمثل مورداً مهماً لسوريا، لكنه تأثر بشكل كبير بالنزاعات المستمرة. احتياطياتها البالغة 8.50 تريليون قدم مكعب (حسب Worldometers – Syria Natural Gas) تضعها في المرتبة 42 عالمياً، لكن الإنتاج انخفض بسبب الحرب. قد تكون هناك فرص للتصدير إلى لبنان وتركيا، لكن السيطرة على الحقول وتأثير العقوبات يضيفان تعقيدات.

الإنتاج والاستهلاك

في 2015، بلغ إنتاج سوريا 218,953 مليون قدم مكعب سنوياً، بينما استهلكت 132,396 مليون قدم مكعب في 2017. انخفض الإنتاج بشكل كبير بسبب النزاع، مما يعكس التحديات اللوجستية والأمنية.

التحديات الحالية

السيطرة على حقول الغاز في شرق سوريا، خاصة من قبل YPG، تثير نزاعات مع الحكومة الجديدة وتركيا. بالإضافة إلى ذلك، العقوبات الدولية أثرت على عمليات الشركات الدولية مثل شل وتوتال.

ملاحظات تفصيلية حول الغاز الطبيعي في سوريا

مقدمة

الغاز الطبيعي يمثل عنصراً حيوياً في الاقتصاد السوري واستقراره الإقليمي، حيث تعتبر سوريا واحدة من الدول الرئيسية في الشرق الأوسط التي تمتلك احتياطيات كبيرة من هذا المورد. ومع ذلك، فإن النزاعات المستمرة منذ 2011 والعقوبات الدولية قد أثرت بشكل كبير على قطاع الطاقة، مما أدى إلى انخفاض كبير في الإنتاج والاستثمار. هذه الملاحظات تهدف إلى تقديم نظرة شاملة حول احتياطيات الغاز، الإنتاج، البنية التحتية، والتحديات الحالية، مع التركيز على التطورات الأخيرة والآفاق المستقبلية.

اقرأ أيضاً:  نظام النقد السوري: تاريخه وواقعه

الاحتياطيات والتاريخ

وفقاً لتقرير Worldometers – Syria Natural Gas لعام 2017، تمتلك سوريا احتياطيات مثبتة من الغاز الطبيعي تبلغ 8.50 تريليون قدم مكعب (Tcf)، مما يجعلها في المرتبة 42 عالمياً، وتمثل هذه الاحتياطيات 0.123% من إجمالي احتياطيات الغاز العالمية البالغة 6,923 Tcf. كما أشارت تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) لعام 2015 إلى أن احتياطيات الغاز تصل إلى 240 مليار متر مكعب (BCM). هذه الاحتياطيات تعادل حوالي 64 عاماً من الاستهلاك الحالي، مما يشير إلى إمكانيات طويلة الأمد إذا تم استغلالها بشكل فعال.

الإنتاج والاستهلاك: الأرقام والتحديات

في عام 2015، بلغ إنتاج سوريا من الغاز الطبيعي 218,953 مليون قدم مكعب (MMcf) سنوياً، مما يضعها في المرتبة 53 عالمياً، بينما استهلكت 132,396 MMcf سنوياً في 2017، مما يجعلها في المرتبة 63 عالمياً. ومع ذلك، أظهرت البيانات انخفاضاً كبيراً في الإنتاج بسبب النزاع المستمر. وفقاً لتقرير Atlantic Council – Syria’s energy sector، انخفض الإنتاج من 8.7 BCM في 2011 إلى 3 BCM بحلول 2024، مما يعكس الضرر الكبير الذي لحق بالبنية التحتية بسبب الحرب. يُستخدم الغاز الطبيعي بشكل رئيسي لتوليد الكهرباء وإعادة الحقن في حقول النفط لتعزيز الإنتاج، حيث كان يوفر ربع احتياجات الكهرباء في 2022.

البنية التحتية والشركات العاملة

تشمل الشركات الرئيسية العاملة في قطاع الغاز الطبيعي في سوريا شركة البترول السورية (SPC) وشركة الفرات النفطية (AFPC)، بالإضافة إلى شركات دولية مثل شل وتوتال. وفقاً لصفحة Wikipedia – Petroleum industry in Syria، كانت هناك شركات مثل Suncor Energy من كندا تعمل في حقل Ebla، الذي كان ينتج 80 مليون قدم مكعب يومياً قبل تعليق العمليات في 2011 بسبب العقوبات. أثرت العقوبات الأمريكية والأوروبية، بالإضافة إلى النزاع، على استمرارية العمليات، حيث أوقفت شركات مثل شل وتوتال أنشطتها في سوريا. كما أن خط الأنابيب العربي، الذي يمتد 600 كم عبر سوريا، تأثر بسبب الحرب، مما أدى إلى تأخير الامتداد المخطط إلى الحدود التركية.

اقرأ أيضاً:  الثروات الباطنية في سوريا: النفط والغاز الطبيعي والفوسفات

الوضع الحالي والتطورات الأخيرة

مع سقوط نظام الأسد، شهد قطاع الطاقة في سوريا تغييرات كبيرة، كما أشار تقرير Reuters – How has the fall of Assad impacted Syria’s energy sector?. أصبحت بعض حقول الغاز، مثل حقل Ebla، تحت سيطرة القوات الروسية، بينما تسيطر وحدات حماية الشعب (YPG) على معظم حقول النفط والغاز في شرق سوريا. هذه السيطرة تثير نزاعات مع الحكومة المركزية الجديدة وتركيا، حيث تعتبر هذه المناطق محورية للاستقرار الإقليمي. كما أن العقوبات المفروضة على شركات مثل Evro Polis Ltd، التي كانت تحمي حقول النفط مقابل حصة في الإنتاج، أضافت تعقيدات إضافية.

الآفاق المستقبلية والفرص

رغم التحديات، يبدو من المرجح أن سوريا تمتلك إمكانيات لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي، مما يمكن أن يوفر الطاقة والإيرادات الحكومية اللازمة للاستقرار وإعادة الإعمار. وفقاً لتقرير Atlantic Council – Syria’s energy sector، قد تكون هناك فرص لتصدير الغاز إلى أسواق مثل لبنان وتركيا، وربما تصبح سوريا دولة ترانزيت للغاز الإسرائيلي والمصري إلى أوروبا. كما أن استكشاف المنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ) قد يؤدي إلى اكتشاف موارد إضافية، لكن هذا قد يثير معارضة من قبرص ويونان بسبب النزاعات الإقليمية.

التحديات والمخاطر

على الرغم من الفرص، تواجه سوريا تحديات كبيرة، بما في ذلك الضرر الذي لحق بالبنية التحتية بسبب الحرب، مثل خطوط الأنابيب والشبكات الكهربائية، كما ذكرت صفحة Energy Consulting Group – Syria Oil and Gas Overview. كما أن النزاعات حول السيطرة على الحقول، خاصة في المناطق الشرقية، تضيف تعقيدات سياسية واقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر العقوبات الدولية على الاستثمارات المستقبلية.

جدول: إحصائيات رئيسية للغاز الطبيعي في سوريا

الفئةالقيمةالرتبة العالميةالملاحظات
احتياطيات الغاز (2017)8.50 تريليون قدم مكعب (Tcf)42تعادل 64 عاماً من الاستهلاك الحالي
الإنتاج (2015)218,953 مليون قدم مكعب (MMcf)53انخفض إلى 3 BCM بحلول 2024
الاستهلاك (2017)132,396 مليون قدم مكعب (MMcf)636,887 قدم مكعب للفرد سنوياً
الفائض السنوي (2015)+67,099 MMcfلا توجد استيرادات أو تصديرات

الخاتمة

اقرأ أيضاً:  احتياطي الذهب في سوريا: الوضع التاريخي والحالي

يلعب الغاز الطبيعي دوراً حاسماً في مستقبل سوريا الاقتصادي والسياسي. رغم التحديات الحالية، مثل النزاعات والعقوبات، فإن الاستثمار في قطاع الطاقة يمكن أن يكون مفتاحاً لاستعادة الاستقرار والنمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن النجاح يعتمد على حل النزاعات الإقليمية وجذب الاستثمارات الدولية.

المراجع الرئيسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى